لماذا يشتمون
رسول الله؟
-
هل لأنه ميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه كما قيل؟
-
وهل الذي شتمه يعرفه؟
-
نحن كمسلمين
ربعُ عدد سكان العالم (1200 مليون)؛ فهل نحن قوم ضعفاء؟
أم أننا مستضعفون؟
لقد
قرأت في إحدى الجرائد أن ذلك الصحفي الشاتم سُئل عن محمد صلى الله عليه وآله وصحبه
وسلم، فقال: "لا أعرف شيئًا إلا أنه رجل قيل لي إنه ظهر منذ ألف و أربع مائة
سنة، وكان معه بعض الناس، فأنشأوا دينًا".
ولعلنا
عرفنا الآن أن سبب شتمهم للرسول صلى الله عليه وسلم أنهم لا يعرفونه، ولا يعرفون
من هو في قلوب ألف ومائتي مليون، و ماذا يمثل بالنسبة لهم.
لقد غر
كثيرًا من المسلمين قولُ بعضهم إن العظماء مئة أعظمهم محمد، فظنوا أنهم يعرفونه و
يعظمونه، و نسوا أن الكارهين له أكثر من المحبين، وأن الحاقدين أكثر من المتابعين،
وأن المخالفين أكثر من الموافقين، وأن الأعداء أضعاف أضعاف الأحبة.
أيها الإخوة ،،،
إن كل واحد منا ينبغي أن يقرّ في دواخله أنه السبب في هذا الهجوم،
فلو عرف العالم من خلالنا حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم لأحبّوه ولوَقروه. إن
أكثر من يذهبون إلى الغرب ويعيشون هناك، يذوبون في الآخر وينصهرون معه، وينسون
أنهم مسلمون، وقد صرحت مرارًا وتكرارًا أن المعيشة بين أظهر الكفار لا تجوز إلا لضرورة؛
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "أنا
بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين"أخرجه أصحاب السنن.
إذن؛
السبب الحقيقي لشتمهم رسول الله أنهم لا يعرفونه، ولا يعرفونه لأننا قصرنا في حقه
ولم نقم بواجبنا نحوه رغم أننا زعمنا حبه، ثم اكتفينا بالتغني بذلك أو إخفاء ذلك،
والناس اليوم يسمعون عن بعض الزعماء أو الممثلين أو لاعبي الكرة أكثر مما يسمعون عن
رسول الله، بل بعض المسلمين يعرفون عن هؤلاء أكثر مما يعرفون عن نبيهم، والكثير من
بيوت المسلمين نادرًا ما يذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتهم.
إن الحب
الحقيقي لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم دون غلو أو إفراط أو تفريط، أن يظل رسول
الله حيًا؛ فقد مات صلى الله عليه وسلم الميتة
التي لابد له منها لكل مخلوق، إلا أنه حي حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء، وقد حرّم
الله على الأرض أن تأكل جسده، حتى إنه يسمع يوم الجمعة الصلاة على نفسه بأذنه ويرد
السلام، فكم من جمعة أيها المحب مرت عليك ولم تصلّ على رسول
الله؟
أيها الإخوة ،،،
ما العمــــــل؟
إنها
ليست قضية حرق الأعلام ومقاطعة السلع، وإرسال التلغرافات والمراسلات وما إلى ذلك.
كل هذا وارد وممكن ويجوز، وقد يجب وهو يؤثر، ولكن المطلوب المستعجل هو رفع الجهل
عن شاتمي حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
-
تقول لي: "إنهم لن يقتنعوا".
- وما أدراك؟.. ومن أدراك أنهم لن يقتنعوا؟
-
سيرفضون..
-
ما أدراك؟
قال الملك جل جلاله سبحانه:
{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ
لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ
اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ} الحج_آية:40.
لذلك؛
فنحن في حاجة إلى طرح كتب مترجمة بلغاتهم تعرّفهم برسول الله.. معجزاته.. الأدلة
على نبوته من الكتب السابقة.. وشهادة من أسلموا له من أهل ملتهم وديانتهم.