وزيرا التعليم والصحةاتفق وزيرا التربية والتعليم والصحة على أن تأجيل الامتحانات هذا العام وتعطيل الدراسة بجميع المدارس أمر وارد فى حالة تحور فيروس أنفلونزا الخنازير بما يؤدى إلى تفشى المرض فى مصر، وأشار الوزيران إلى احتمالية تأجيل الدراسة مرة أخرى عن موعدها المحدد فى 3 أكتوبر أو تأجيلها بعد بدئها فى حالة التأكد من تفشى المرض وارتفاع معدلات الوفيات به، غير أنهما أوضحا أن الدراسة ستبدأ فى 3 أكتوبر طالما بقيت أعداد المصابين فى الحدود الآمنة.
وقال د. حاتم الجبلى، خلال اجتماعه مع د. يسرى الجمل بديوان "التعليم" صباح اليوم، أن وزارة الصحة تؤكد لأولياء الأمور من الآن أن المدارس ستشهد إصابة طلاب بأنفلونزا الخنازير وستزيد تلك الحالات لتصل إلى ذروتها بدءا من منتصف نوفمبر وحتى انتهاء فصل الشتاء فى فبراير، وطالب أولياء الأمور بعدم المبالغة فى رد فعلهم فى حالة سماعهم بإصابة طلاب بالمدارس بالأنفلونزا.
وأضاف أن امتناع الأسر عن إرسال أبنائها إلى المدارس فى الأسبوع الأول من الدراسة يصيب العملية التعليمية بنوع من الشلل، فى حين أن الفيروس يمكن أن يصيب الطالب خارج المدرسة أو فى الأسبوع الثانى من الدراسة، ووجه الجبلى حديثه لأولياء الأمور "بدلا من الهلع غير المبرر أنصح كل أسرة بأن تزود ابنها كل صباح بصابونة لغسل اليدين باستمرار وكمامة من القطن مصنوعة فى المنزل".
من جهته طالب الجمل مديرى المدارس والمعلمين بعدم التعامل مع أى طالب تصيبه أنفلونزا الخنازير بنوع من النفور "وكأنه أصيب فى شرفه"، محذرا من أن تؤدى تلك الطريقة فى التعامل مع أى حالة إيجابية إلى إصابتها بمتاعب نفسية تقلل من فرص تماثله للشفاء من مرض تؤكد وزارة الصحة أنه ليس شديد الضراوة.
وحذر الجمل مديرى المدارس من التستر على أى حالة مصابة بالمرض، وقال "أعلم أن هناك من سيفضلون إخفاء الأمر خوفا من اتهامهم بالتقصير ولكنى أطالبهم بالشفافية لأن من يتستر على مصاب سينزل به عقاب شديد لإضراره بمصلحة البلد وتلاعبه ببيانات الدولة عن المرض"، مطالبا القائمين على المديريات والإدارات التعليمية بترك مكاتبهم والنزول إلى المدارس، مخاطبا إياهم عبر شبكة الفيديو كونفرانس بقوله "هذا عام العمل الميدانى والإقلاع عن الجلوس خلف المكاتب".
فيما توعد وزير الصحة أى طبيب أو زائرة صحية بالمدارس يقصر فى متابعته الحالة الصحية للطلاب بإجراءات عقابية عنيفة، و قال "أى دكتور أو زائرة يستعبط ويزوغ من المدرسة أو ما يردش على تليفونه هتعامل معاه معاملة مش لطيفة لأننا فيما يشبه حالة حرب أمام مرض غير نمطى"، وأعلن الجبلى حالة الطوارئ فى وحدات التأمين الصحى القريبة من المدارس لمدة 7 أشهر قادمة، متوقعا لجوء وزارة الصحة إلى أطباء الامتياز الجامعيين لتعويض نقص الأطباء فى مديريات الصحة بالمحافظات.
وأضاف الجبلى أن إغلاق فصل يتوقف على ظهور حالة إيجابية واحدة به على أن تصل مدة الغلق إلى أسبوعين، أما فى حالة ظهور أكثر من حالة إيجابية فى أكثر من فصل فسيتم إغلاق المدرسة بالكامل لمدة أسبوعين مع منح جميع الطلاب حق الغياب، موضحا أن إدارات التأمين الصحى ستمنح المعلمين إجازات مرضية فى حالة التأكد من ظهور أعراض المرض عليهم، فيما ستتولى المديريات الصحية إرسال عبوات عقار "التاميفلو" المقاوم للمرض للحالات الإيجابية سواء بالمستشفيات أو بالمنازل وفق أسلوب العلاج الجديد الذى اعتمدته "الصحة" منذ أسبوعين.
وحول الإجراءات الوقائية التى ستطبقها وزارتى "التعليم" و"الصحة" لحين بدء الدراسة، كشف الجمل عن موافقته على اعتماد مبلغ 40 مليون جنيه لهيئة الأبنية التعليمية للقيام بتنظيف حمامات المدارس وأرضيات المدارس والتأكد من عدم تلوث المياه بها، مضيفا أن المديريات التعليمية بدأت بالفعل تنظيم محاضرات توعية للمعلمين والطلاب على طرق الوقاية من المرض وكيفية الفحص الظاهرى وطرق العلاج من المرض، فيما أشار الجبلى إلى أن "الصحة" ستلزم كل مدرسة بإنشاء غرفة لعزل المصابين بها بإمكانات بسيطة لا تزيد عن سرير كشف وحوض مياه ودولاب.
كما اتفق الوزيران الجمل والجبلى على ضرورة العمل على تقليل كثافة الفصول بحيث لا تتعدى الـ 30 طالبا، وذلك إما بتطبيق نظام الفترتين أو تقسيم الطلاب إلى مجموعتين بحيث تحضر كل مجموعة لمدة 3 أيام أو مد ساعات اليوم الدراسى، وأوضح الجمل أنه توصل لصيغة اتفاق مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون بحيث تتمكن الوزارة من بث المناهج فى صورة مرئية على 4 قنوات، وذلك منذ أول يوم دراسى بهدف إيصال رسالة للطلاب مفادها أن العملية التعليمية لن تتعطل فى حالة إغلاق المدارس، فهناك وسائل بديلة مثل الإنترنت والتليفزيون يمكنها أن تخلق التواصل بين الطلاب والمعلمين فى حالة تعذر الذهاب إلى المدرسة.